المصدر: الإمارات اليوم

وأشاد سموه بجهود نادي أبوظبي للصقارين، الذي يحمل على عاتقه تنظيم المناسبة الغالية على قلوب الجميع، كونها تحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مشيراً إلى أن مثل هذه المناسبات، تعزز وتنمي الفخر والاعتزاز بإرث الإمارات الغني، حيث يُشكل التراث الوطني جزءاً كبيراً من الهوية الوطنية، من خلال إحياء القيم والعادات التقاليد.

دور بارز

وقال سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان : «نقل التراث الوطني صورة واضحة وجلية عن الماضي، ويؤدي دوراً بارزاً في ثقافة وسياسية المجتمعات، ما يحتم على الجميع القيام بدوره للحفاظ عليه وصونه. واختتم سموه قائلاً: «تمنياتنا بالتوفيق والنجاح للجميع من مشاركين في النسخة العاشرة من كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور، ومن الشركاء الذين يلعبون دوراً مهماً في المحافظة على تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وتثقيف الأجيال بتراث الآباء والأجداد».

انطلاقة

وتنطلق منافسات النسخة العاشرة من بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور، بتنظيم نادي أبوظبي للصقارين في ميدان الفلاح بالعاصمة أبوظبي، وبالتعاون وتحت إشراف مجلس أبوظبي الرياضي وتستمر منافسات الحدث الكبير حتى 27 الجاري، متضمنة 92 شوطاً للتلواح، في فئتي الفروخ والجرانيس.

ويشارك في المسابقة الأكبر والأهم في تاريخ مسابقات الصيد بالصقور في الدولة، 3000 صقر و600 صقار، من مختلف أنحاء الدولة، ودول مجلس التعاون الخليجي، الذين تم تخصيص أشواط خاصة بهم.

وخصص نادي أبوظبي للصقارين 28 مليون درهم جوائز للفائزين في مختلف الأشواط،وتم تقسيم مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة إلى فئات مختلفة، حيث تضم أشواط أصحاب السمو الشيوخ، وأشواط العامة ملاك والعامة هواة، والعامة مفتوح، وكذلك أشواط مجلس التعاون الخليجي، وأشواط السيدات.

وتقام صباح اليوم منافسات شوط الرمز لفئة أصحاب السمو الشيوخ للجير تبع – فرخ والجير تبع – جرناس، كما يشهد اليوم نفسه إقامة منافسات الجير تبع – فرخ والجير تبع جرناس لفئة العامة هواة.

وعبّر معالي فارس المزروعي رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للصقارين عن فخره الكبير بتنظيم النادي لبطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور. وقال: تنطلق اليوم منافسات أكبر بطولات الصقور وأعزها على قلوب الجميع، لا سيما أنها تحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ومن هذا المنطلق، نبذل قصارى جهدنا من أجل إخراج الحدث بالشكل الذي يليق باسمه وبمكانته. وأضاف: رسالتنا دائماً واحدة ومعروفة، وهي الحفاظ على التراث الوطني الأصيل، ورياضة الصيد بالصقور، إحدى أهم معالم تراثنا وهويتنا، لذلك فإنها واحدة من الرياضات التي تلقى اهتماماً كبيراً من الجميع. ونوجّه الشكر إلى القيادة الرشيدة، على الدعم الدائم لكل ما يخص تراث الوطن بشكل عام، والصقور وكل ما يتعلق بها بشكل خاص، مشيراً إلى أن دعم القيادة الرافد الأساسي لكل النجاحات التي تتحقق على أرض الواقع، سواء بالحفاظ على التراث، أو بالسعي نحو غرسه وانتشاره بين الأجيال الجديدة.

مسيرة

من جهته، أكد عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، أن كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصيد بالصقور، ساهم في الحفاظ على منجزات الماضي، ودعم مسيرة تراث الإمارات، وأصالة الرياضات التراثية الحافلة بعراقة التاريخ، واكتساب القيم النبيلة والرسالة الهادفة، خصوصاً بعد الوصول إلى النسخة العاشرة، التي تنطلق اليوم، وتستمر حتى 27 من الشهر ذاته.

وقال العواني: «تولي قيادتنا الرشيدة كل الاهتمام لدعم الرياضات التراثية، وصونها والحفاظ عليها، لإيمانها بأن الرياضة التراثية تربط بين الماضي والحاضر، وتقود لمستقبل متصل بالجذور، ونحن في مجلس أبوظبي الرياضي، نثمن هذا الاهتمام والدعم برعاية الكأس الغالية، تجسيداً لمساعي الفخر والاعتزاز بالموروث الوطني الزاخر، والرياضات التراثية الأصيلة».

كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شغوفاً برياضة الصيد بالصقور، وكانت هي الهواية الأقرب إلى قلبه، وحرص على ممارستها داخل الدولة وخارجها، رغم تعدد مشاغله ومسؤولياته، بل استطاع بحكمته وذكائه الفطري تحويل أوقات ممارسة رياضة الصيد بالصقور إلى وسيلة لتوطيد علاقته بالمسؤولين في الدولة، وتحويل «المقناص» إلى اجتماع مفتوح بعيداً عن الأجواء الرسمية للتباحث في شؤون الدولة والحكم، وتبادل الآراء والاستماع إلى شخصيات تعمل في مجالات مختلفة للتعرف إلى وجهات النظر كافة.

• زايد أحب القنص، وكان يخرج مع من هم أكبر منه سناً حتى يتعلم منهم.

ويتحدث الشيخ زايد عن ارتباطه بهذه الرياضة في كتاب «تاريخ رياضة الصيد بالصقور»: «منذ زمن مضى وكان عمري في ذلك الوقت حوالي 12 سنة كنت أتصيد بالبندقية، وأذكر وقتها أنني لصغر سني كنت لا أقوى على حملها كثيراً، بل كنت أعتمد على ستارة أو أي شيء آخر، لقد أحببت القنص وأخذت أمارسه وأخرج كثيراً للصيد مع من هم أكبر مني سناً، وأتعلم منهم، وحينما بلغت الـ16 كنت قد تعلمت الصيد بالصقور، فشرعت أزاول الصيد بالاثنين معاً بالبندقية حيناً وبالصقر حيناً آخر، وعندما بلغت من العمر 25 سنة كان قد مضى وقت من الزمن في تعلم أصول الصيد وفنونه، في هذا الوقت فضلت الصيد بالصقر على ما عداه، وأقلعت عن استخدام البندقية في صيد الحيوان».

كما قال رحمه الله: «إن هذه الرياضة تمثل وسيلة للتخلص من هموم العمل اليومية وجلي النفس، فضلاً عن أهميتها في اكتساب مهارات بدنية واجتماعية».

Skip to content